أسباب مشاكل الري
يشتكي المزارعين من مشاكل عدة تواجه القطاع الزراعي في اليمن، منها ما يتعلق بالري وإهمال الحواجز المائية، والأمراض والآفات التي تُصيب المزروعات، انعدام المحروقات بالإضافة إلى ذلك الأزمة المائية في اليمن التي تهدد الزراعة والأمن الغذائي والاقتصاد الزراعي.
يُرجع (المهندس الزراعي عبده نعمان) أسباب المشاكل التي تواجه المزارعين في عملية الري إلى أن معظم المناطق الزراعية يعتمدوا على مياه الأمطار، أو السقي من خزانات مياه خاصة بجانب المنازل، ونادرًا مايوجد مزارع يتعتمد على الري من آبار ارتوازية بالرغم من وجودها، والسبب ارتفاع أسعار الوقود، مؤكدًا، أن معظم المزارعين أوقفوا الري بسبب ارتفاع سعر المحروقات.
وكان تقرير لمجموعة البنك الدولي (معالجة شحة المياه الحادة خلال فترة الإعمار ومابعدها) مارس 2017م، قد أوضح التزايد في سعر المحروقات التي يعتمد عليها المزارعين في استخراج المياه الجوفية للري، وتُشير البيانات إلى أن سعر الديزل ارتفع من 150 ريال/لتر نهاية 2014م إلى 599ريال/لتر ليصل نهاية يوليو 2021م إلى 613 ريال/لتر، كما ارتفعت أسعار البترول من 158ريال/ لتر نهاية 2014م إلى 599ريال/لتر نهاية يوليو 2021م.
ومن العوائق التي ضاعفت مشاكل ري المحاصيل الزراعية، استمرار الصراع الذي أدى بدوره إلى ارتفاع أسعار المشتقات النفطية التي يسخدمها المزارعين في سحب مياه الآبار الارتوازية، وأزمة المياه التي حددها آخر تقرير لـ الأوتشا OCHA للعام 2021م: «انخفاض كمية المياه المنتجة 151.1 مليون متر مكعب عام 2013م إلى 124.9 مليون متر مكعب عام 2017م بنسبة انخفاض بلغت نحو 17.3%».
كل هذه التداعيات شكلت عوائق لعملية ري المحاصيل الزراعية وبالتالي كميات الإنتاج للسلع الزراعية وانعدام الأمن الغذائي، فوفقًا لـ الجهاز المركزي للإحصاء، كتاب الإحصاء السنوي -2013 2019م، انخفضت كمية انتاج القمح بنسبة 56.9% عام 2019م مقارنة مع العام 2013م، وانخفضت كمية انتاج الحبوب الأخرى بحوالي 43.5% عام 2019م، بينما انخفضت كمية إنتاج البقوليات والخضروات والفواكة بحوالي 3.7%، 13.9%، 4.6% على التوالي.